صيداثقافه وادب

عدد الرسائل : 110 تاريخ التسجيل : 27/08/2008

صيدا --------------------------------------------------- تقع مدينة صيدا على الساحل الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط. تبتعد عن العاصمة بيروت 45كم جنوباً تبلغ مساحة المدينة سبعة كيلوميترات مربعة تقريباً وهي سهل شديد الخصوبة حتى بداية السبعينات من هذا القرن حيث كانت تحتلها بساتين الحمضيات. لكن إنتشار العمران والنمو السكاني أديا إلى تقلص مساحة البساتين على حساب الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية والصناعية. سكانها: بيلغ عدد سكان المدينة المسجلين 89152 نسمة، منهم 48480 ناخبا، أما القاطنين فيها فيبلغ عددهم 68910 مقيما تقريباً بالإضافة إلى حوالي ال 50 ألفا من اللاجئين الفلسطينين الذين يسكنون مخيم عين الحلوة الذي يشكل ضاحيتها الفقيرة. تعتبر صيدا إحدى المدن البحرية الحصينة الواقعة على الساحل الجنوبي للبنان، وقد ذكرها كثير من المؤرخين والجغرافيين العرب والمسلمين وصيدا مدينة عريقة في القدم* حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل العصر الإسلامي بفترات طويلة، وقد كانت من أهم المدن الفينيقية على طول الساحل الشرقي، واختلف الباحثون في مدلول اسم صيدا* فمنهم مَن قال إنها هي الواردة في التوارة، وينسب هذا الاسم إلى صيدون الابن الأكبر لكنعان بن حام بن نوح عليه السلام، وهناك مَن يرى أن الاسم مشتق من كلمة صيد الاسماك* لأن المدينة كانت وما زالت تشتهر بصيد الأسماك، فضلاً عن أنهم كانوا يسمون السمك صيدون، وهذا هو الرأي الراجح. وقد مرت مدينة صيدا على طول تاريخها بأطوار من الصراع، فقد غزاها الأشوريون واستولوا عليها عام 720 ق. م، وبعدها خضعت للبابليين ولما غزا الفرس سوريا أصبحت صيدا ولاية فارسية منذ عام 526 ق. م، وظلت تحت أيديهم حتى عام 333 ق. م عندما تمكَّن الإسكندر الأكبر من الانتصار على الفرس والاستيلاء على معظم المدن الفينيقية وعلى رأسها صيدا، وبعد ذلك خضعت لحكم البطالمة ثم الرومان، واستمرَّ وضعها على هذا الحال إلى أن تمَّ الفتح العربي الإسلامي لها عام 45هـ/ 626م وقد أبلت صيدا بلاءً حسنًا ضد الغزو الصليبي لها أثناء الحملات الصليبية فقد قاسى الصليبيون الكثير من المتاعب بسبب صلابة رجال حاميتها وإصرار سكانها على ضرورة الدفاع عنها، وكان لصيدا دورٌ فعالٌ في توجيه الضرباتِ القوية للجيش الصليبي بعد سقوطها. ودارت الأيام وبعد الانتصار الكبير للمسلمين بقيادة صلاح الدين في حطين على الصليبيين واصل زحفه للسيطرة على المدن الساحلية، واتجه إلى صيدا عام 583هـ واستردها من الاحتلال الصليبي، وبعد ذلك رُفعت على أسوارها رايات الإسلام وفي غيبة القوة الإسلامية بعد صلاح الدين استطاع الصليبون السيطرةَ على صيدا إلى أن استطاع القائد علم الدين سنجر الشجاعي في سلطنة المماليك في عهد الأشرف خليل بن قلاوون استردادها سنة 690هـ، وهكذا عادت صيدا بشكلٍ نهائي إلى أيدي المسلمين بعد صراعٍ دام طويلاً. وقد زارها الرحالة عبد الغني النابلسي في القرن السابع عشر وأنشد: صيدا التي في الهوى تزهو مراكبها...... والبحر أمواجه زادت مواكبها وعن معالمها يذكر: ".. واعلم أن ببلدة صيدا مساجد وزوايا كثيرة، وفيها مساجد كثيرة منها : الجامع العمري الكبير وجامع الكيخيا وجامع قطيش وجامع باب السراي وجامع أبو نخلة وجامع البحر وجامع بطاح وجامع البراني، وذكر من حماماتها حمام السوق وحمام الشيخ وحمام الورد. ولذلك تعتبر صيدا مدينة أثرية حيث تكثر فيها الآثار والتي منها ما يعود للعصور الفينيقية وأخرى للعقود المسيحية والإسلامية، وأهم هذه الآثار القلعة البحرية وهي رمز مدينة صيدا، وهذه القلعة بنيت أوائل القرن الثالث عشر، ورغم أنَّ الصليبيين هم الذين شيَّدوها إلا أنها متأثرةً بالطرازِ العربي الإسلامي في العمارة الحربية، وهناك القلعة البرية أو قلعة القديس لويس* حيث أمر بإنشائها الملك لويس التاسع وهي تقع في الطرفِ الجنوبي من المدينة، ومن آثار صيدا أيضًا معبد أشمون الذي يقع في الجنوب الشرقي من صيدا، وكذلك قصر آل دبانة الذي بناه فخر الدين المعني الثاني الكبير في أوائل القرن السابع عشر ويمتلكه حاليًا السيد جورج دبانة وخان الافرنج، وتزخر صيدا بعددٍ كبيرٍ من المساجد والكنائس، بالإضافةِ إلى أضرحةِ الأولياء والقديسين والتي يحترمها المسلمون والمسيحيون أهمها مقام النبي صيدون ومقام النبي يحيى عليه السلام ومقام السيدة زينة بنت النبي يعقوب عليه السلامومقام شرحبيل بن حسنة. سلامٌ إلى الحبيبة صيدا